لا تؤثّر الطوارئ الإنسانية- مثل الزلازل أو حالات الجفاف الشديد أو الحروب- في صحة البشر الجسدية فحسب، بل تؤثّر أيضاً في صحتهم النفسية والاجتماعية وفي عافيتهم.
وبمناسبة اليوم العالمي للإغاثة الإنسانية، الذي يُحتفل به في 19 آب/أغسطس، تعلن منظمة الصحة العالمية ومؤسسة رضوح الحرب ومنظمة الرؤية العالمية الدولية عن صدور "دليل للإسعافات النفسية الأولية لفائدة العاملين الميدانيين."
يورد هذا الدليل، إرشادات بسيطة وعملية لدعم الناس بطرق تحترم كرامتهم وثقافتهم وقدراتهم . وسيمكّن العاملين في المجال الإنساني وعمال الطوارئ المنتمين إلى كل بلدان العالم من توفير دعم نفسي أساسي من حيث المضمون وحيوي من حيث الأثر لأناس مصابين بكرب نفسي، بما في ذلك مساعدة المكروبين من عمال الإغاثة أنفسهم.
وتم وضع هذا الدليل- الذي يمكن تلقين إرشاداته للعاملين الإنسانيين في غضون يوم واحد لأغراض الاستخدام الفوري- من أجل إتاحة مواد للإسعاف النفسي الأولي متفق عليها على نطاق واسع وصالحة للاستعمال في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. ويعكس الدليل مستجدات العلوم والتوافق الدولي بشأن كيفية توفير الدعم للناس في الفترة التي تعقب، مباشرة، الأحداث المجهدة للغاية.
وقال المدير العام المساعد المسؤول عن دائرة شلل الأطفال وحالات الطوارئ والتعاون القطري بمنظمة الصحة العالمية الدكتور بروس إيلوارد، "إنّ الأضرار النفسية التي سُجّلت في الأعوام الخمسة الماضية من جرّاء موجات التسونامي والزلازل وحالات الجفاف والنزاعات قد أثبتت أنّها بدرجة دمار مماثلة لما تخلّفه الأضرار الجسدية. وقامت منظمة الصحة العالمية والهيئات الشريكة معها، اعترافاً منها بأنّه يمكننا اتخاذ المزيد من الإجراءات وتحسين الإجراءات التي نتخذها من أجل الصحة النفسية للسكان المتضرّرين من الكوارث، بإعداد هذا الدليل لضمان تطبيق المعايير وأفضل الممارسات بطرق متسقة إبّان الأزمات الإنسانية."
ويشمل دليل الإسعافات النفسية الأولية الدعم الاجتماعي والنفسي على حد سواء وينطوي على توفير المساعدة الإنسانية الداعمة والعملية لمن يعانون من أزمات خطيرة.
يعطي الدليل توجيهات حول كيفية تقديم الدعم النفسي الأساسي، أي الإصغاء إلى الأشخاص المتضرّرين دون الضغط عليهم لحثّهم على الكلام؛ وتقدير احتياجاتهم ومخاوفهم؛ والمساعدة على ضمان تلبية احتياجاتهم الجسدية الأساسية؛ وتوفير أو حشد الدعم الاجتماعي؛ وحماية الناس من التعرّض لمزيد من الضرر. ويؤكّد الدليل على أهمية دعم وحماية الأشخاص الذين قد يحتاجون إلى عناية خاصة خلال الأزمات، بمن فيهم الأطفال والمراهقون الذين فُصلوا عن أسرهم، والمعوقون، والأفراد المعرّضون لمخاطر التمييز أو العنف.
وقال مدير إدارة الشراكات الصحية العالمية بمنظمة الرؤية العالمية الدولية الدكتور ستيفان جيرمان: "إنّ هذا الدليل سيمكّننا من التعجيل بتعزيز الإسعافات النفسية الأولية الأساسية خدمة لمصالح البالغين والأطفال ضمن جميع برامجنا الإنمائية والإنسانية الطارئة الجاري تنفيذها في 100 بلد من بلدان العالم تقريباً. للمزيد:
Psychological First Aid: Guide for Field Workers.
يمكن تحميله من الرابط: www.who.int/mental_health/emergencies/en
علِّق