أول قرار للأمم المتحدة ضد ختان النساء
يأتي القرار في وقت تلوح فيه احتمالات في بعض البلدان العربية بالعودة عن الجهود والقوانين التي حاربت هذا الانتهاك الفادح لصحة المرأة وحقوقها بفعل بروز تيارات التطرف. فقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة (لخميس 20 ديسمبر/ كانون الأول 2012) أول قرار لها بشأن ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث التي تطاول 1340 مليون امرأة في العالم. وتعتبر هذه الممارسات التي تشمل الختان غير شرعية في نحو 20 بلداً إفريقيا، إضافة إلى أوروبا والولايات المتحدة وكندا. لكنها لم تكن يوماً محط قرار رفيع المستوى يعتمد في منظومة الأمم المتحدة. وحظى القرار الذي يرفض ختان الإناث بتأييد 110 بلدان، من بينها 50 بلداً أفريقياً، وطلب من الدول الأعضاء بموجبه "استكمال الإجراءات العقابية بأنشطة تثقيفية".
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث تطاول ما بين 100 مليون و140 مليون فتاة وامرأة في العالم، وشملت خلال السنوات الأخيرة بلداناً غربية نظراً إلى ازدياد موجات الهجرة. وتشمل هذه الظاهرة كل العمليات التي تجرى على الأعضاء التناسلية من استئصالها إلى تشويهها، وهي تنفذ لأسباب دينية أو ثقافية.
إنهاء الإفلات من العقاب
وناشد القرار غير الملزم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باتخاذ "كل الإجراءات الضرورية " وسن وتطبيق تشريع يحظر ختان الإناث و"حماية النساء والفتيات من هذا الشكل من أشكال العنف وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب". ونص القرار الذي تمت الموافقة عليه بالإجماع، على أن الإجراءات العقابية ضد المخالفين يجب أن تكون مصحوبة بأنشطة توعية. وحث القرار الدول على توفير الرعاية الصحية والمساعدة النفسية للنساء والفتيات اللواتي يتعرضن للختان.. وأشادت منظمة العفو الدولية بقرار الأمم المتحدة بوصفه خطوة هامة في مكافحة ختان الإناث واصفة هذه الظاهرة بأنها "ممارسة منفرة". وقال خوسيه لويس دياز، ممثل منظمة العفو الدولية في الأمم المتحدة، "قرار الأمم المتحدة يضع ختان الإناث في إطار حقوق الإنسان ويدعو إلى نهج شامل" لحظر هذه الممارسة. وقالت منظمة العفو الدولية إن ما يقدر بثلاثة ملايين فتاة في نحو ثلاثين دولة يخضعن للختان كل عام. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 140 مليون فتاة وامرأة أجريت لهن عمليات ختان. ويشبه نشطاء الآثار النفسية للختان بالآثار النفسية للاغتصاب. ويجرى الختان لصغار الفتيات عندما يبلغن ويمكن أن يسبب مشاكل هائلة في الحمل والعلاقات الجنسية. كما يمكن أن تؤدي عملية الختان إلى الوفاة إذا جرت بأدوات ملوثة.
وختان الإناث شائع في 28 دولة أفريقية وفي مناطق في الشرق الأوسط وآسيا لاسيما في مصر (2008: 72% من النساء بين 17 و30 عاما!) اليمن والعراق وكردستان وإندونيسيا، وموجود أيضا في دول صناعية بين بعض المهاجرين. ومن بين الدول التي يعتبر الختان فيها شبه شامل الصومال والسودان وإريتريا وجيبوتي وسيراليون ومالي وغينيا.
علِّق